فهم العقم عند الذكور
يُفسَّر العقم عند الرجال على أنّه غياب قدرة الرجل على إحداث الحمل، وهو مسؤول عن ٥٠% من حالات العقم. يبذل الباحثون جهودًا عديدة للتحقيق في أسباب هذا الخلل، وخصوصًا لتقديم مبادئ توجيهية للسيطرة على العقم لدى الرجال. ومع الارتفاع الكبير لهذا الواقع في البلدان المتطوّرة والنامية على حدّ سواء، تبقى الحاجة إلى التحديد الصحيح للأسباب المتنوّعة وعوامل الخطر التي قد تسبب العقم لدى الرجال أمرًا في بالغ الأهمية.
العقم لدى الرجال هو خلل معقّد ومتعدّد الأسباب، كما قد ينتج عن أنواع مختلفة من السلوكيّات. وبرغم هذا كلّه، فإنّ التطوّر العلميّ الحاليّ يتقدّم بخطى حثيثة، بما يسمح لمعرفتنا الحاليّة بالتغلّب على الجهل والظلام اللذين أحاطا سابقًا بهذه الحالة.
لطالما كان الحديث عن المشاكل الجنسية وصعوبة الإنجاب لدى الرجال من المحاذير ويدخل في إطار التعقيدات الاجتماعيّة. وهذا ما شكّل عائقًا كبيرًا أمام جمع البيانات، ممّا أخّر الأبحاث وأدّى في النهاية إلى نقص في الفهم الصحيح والشامل للعقم لدى الرجل في القرن العشرين.
قد يضطرّ الأشخاص الذين يعانون العقم إلى القيام برحلة صعبة، تبدأ من الاكتشاف المؤلم للعقم، مرورًا بالزيارات المتعدّدة للطبيب والتنقّل من عيادة إلى عيادة، وصولاً في النهاية إلى الكلفة الباهظة للفحوص والعلاجات، والتوق إلى مَن يقدّم لهم المشورة الصحيحة، والأهمّ، إلى مَن يقدّم لهم الأمل.
نعتقد أنّ الفهم الصحيح للمشكلة والإرشاد الحذر إلى الحلول يعدان بتحقيق نتائج كبرى في هذا المجال.
يسعى الأشخاص المصابون بالعقم للحصول على المعلومات من خلال البحث عبر الإنترنت، أو في المنشورات الطبية، أو في المواضيع المشابهة التي أثيرت عبر الإعلام، ويبحثون عن الإرشاد ويطاردون الأمل. إلاّ أنّ هذا قد يقودهم إلى الوقوع في فخّ العلم غير الدقيق والمعلومات المغلوطة، والبيانات غير الصحيحة، والأخطر، إلى الإرشاد غير السليم والتوصية باستخدام علاجات غير مأمونة. وهنا تكمن أهمية تثقيف المريض. إنّ قراءة هذا الكتاب ستساعد المرضى على توسيع نطاق معرفتهم، وإقامة تواصل أفضل مع طبيبهم، والمشاركة على نحو فعّال في عمليّة اتّخاذ القرار، وفي النهاية، إلى التحلّي بالأمل الحقيقيّ في خلال هذه الرحلة المؤلمة.