عوامل الخطر وأسباب العقم لدى الرجال


يُعتبر التدخين مسؤولاً عن عدد كبير من الاضطرابات الطبيّة، وهو سبب شائع وقابل للوقاية لكثير من الأمراض. وقد أجريت تجارب حديثة لدراسة الصلة السببيّة بين التدخين وإعاقة الخصوبة لدى الرجال، فتبيّن أنّ عددًا كبيرًا من الجزيئات المؤذية تنتقل عبر أبخرة التدخين إلى الخصية، وينتهي بها الأمر بإلحاق الضرر بالنطف، ما ينتج عنه إعاقة الكثير من خصائص النطف والقدرة على الإنجاب .

يلحق التدخير ضررًا بالحمض النوويّ للنطف، وهو ما يؤدّي إلى تدهور الوظائف، وإلى تناقص ملحوظ في قدرة النطف على التخصيب. وإضافة إلى ذلك، فإنّ ما يسبّبه التدخين من شذوذ في الحمض النوويّ قد ينتقل جينيًّا إلى أطفال المدخّنين. ويثبت بعض التقارير أنّ التدخين يؤدّي إلى انخفاض في معدّلات التستوسترون، وهو ما يزيد من آثاره السلبيّة على الخصوبة.

تستطيع المشروبات الكحوليّة إضعاف قدرة الإنسان على الإنجاب ، وينتج عنها نقص في الخصوبة على مستويات عدّة. ومعروف عنها أنّها تسبّب ضررًا في الخصيتين، ما يؤدّي إلى نقص في إفراز التستوسترون، ونقص في عدد النطف. وإلى ذلك، فهي تعيق وظيفة الكبد، وهو مصدر التخلّص من الكثير من الموادّ السامّة في الجسم. وحين تتراكم تلك العناصر السامّة، (بسبب اختلال وظيفة الكبد)، ينتج عنها آثار مؤذية على وظيفة الخصيتين، وتؤثّر في النهاية على إنتاج النطف. ومن الأضرار الأخرى للمشروبات الكحوليّة، تراكم كميّات الإستروجين الموجودة عادة بكميّات قليلة في الجسم، وذلك نتيجة لتراجع قدرة الكبد المصاب على التخلّص منها (الإستروجين هو الهورمون التناسليّ الأنثويّ الذي يتكوّن طبيعيًّا في جسم الرجال، والناتج عن تحوّل التستوسترون إلى إستروجين، وخصوصًا في الأنسجة الدهنيّة)، ولذا، فإنّ تزايد كمّات الإستروجين بصورة تتخطّى النسب الطبيعيّة، مسؤول عن التأثير سلبًا في الإنجاب والقدرة الجنسيّة.

تسبّب حالات عدّة عائقًا أمام قدرة الرجال على الإنجاب، منها البدانة في عمر الإنجاب. وفي العقد الأخير من السنين أصبحت البدانة وباء، حيث ارتفعت نسبة انتشارها ارتفاعًا هائلاً، وربّما باتت من أكبر مساوئ نمط الحياة المعاصرة. يمكننا أن نلقي باللوم في مشكلة البدانة على الاستهلاك المفرط للأطعمة المعالَجة (التي تحتوي نسبًا عالية من الدهون)، والسماح للنفس بممارسة نشاط جسديّ أقلّ، واعتماد نمط حياة يخلو من الحركة. وإلى جانب الأمراض المعروفة من الجميع والتي تُعتبر البدانة مسؤولة عنها، مثل السكّري، وارتفاع معدّلات الكولسترول، وارتفاع الضغط، وأمراض القلب، فلا يمكن إغفال الآثار المضرّة للبدانة على الإنجاب لدى الرجال. إذ يُسجَّل لدى البدينين معدّلات تستوسترون منخفضة على نحو ملحوظ، ربّما كانت ناتجة عن زيادة في نشاط أنزيم موجود عادة في الأنسجة الدهنيّة ويدعى أنزيم أروماتاز. وهذا الأنزيم يحوّل التستوسترون المتحرّك إلى إستروجين، وهو هورمون تناسليّ أنثويّ موجود عادة بكمّيات ضئيلة لدى الرجال، حيث يؤدّي وظائف مختلفة تمامًا عن وظائفه لدى النساء. ومع ذلك، تُسجَّل أحيانًا لدى الرجال البدينين معدّلات أعلى من الإستروجين. وللأسف، فإنّ ارتفاع الإستروجين وما يرافقه من انخفاض في هورمون التستوسترون يلعبان دورًا كبيرًا في إضعاف الحياة الجنسيّة والقضاء على الخصوبة لدى الرجال البدينين. وعلى صعيد مختلف، أظهرت دراسات عديدة أنّ للبدانة أثرًا مضرًّا على الخصية، حيث تسبّب عيوبًا كبرى في النطف، وتؤدّي بالتالي إلى إعاقة حقيقيّة للخصوبة.

كلّما صادفنا أحد أولئك الرياضيّين ذوي البنية الضخمة والعضلات المفتولة، يتبادر إلى أذهاننا سؤال: هل الأمر طبيعيّ أم اصطناعيّ؟ تُستخدَم الستيرويدات، أو حقن التستوسترون الخارجيّ المنشأ لعدّة دواع. وسواء أجاء استخدامها لغايات طبيّة أو كعقاقير لتحسين الأداء الرياضيّ الترفيهيّ (كبناء العضلات وترميمها)، فإنّ لها أثرًا بعيدًا على الخصوبة لدى الرجال. ومهما كانت دواعي الاستخدام فإنّ آثار حقن التستوسترون هي عينها في ما خصّ قدرة الرجال على الإنجاب، وقد تسبّب الإصابة بالعقم. فحين يدخل التستوسترون الجسم، تتعرّف إليه غددنا الدماغيّة في الحال، غير أنّها تفتقر إلى القدرة على تحديد مصدره، أي إذا كان من الخصيتين (داخليّ المنشأ)، أو مجرّد حقنة (خارجيّة المنشأ). وكما شرحنا من قبل، فإنّ الغدد الدماغيّة تعمل وفق مبدأ ارتجاع المعلومات، تمامًا مثل آليّة الترموستات في الثلاّجة. وهكذا، فبعد تلقّي حقنة التستوسترون، التي تُدخل إلى الجسم مقادير ضخمة جدًّا من التستوسترون، تقوم الغدد الدماغيّة في الحال بمنع موجّهَي الغدد التناسليّة، أي الهورمون المُلَوتِن والهورمون المنبّه للجُريب، من الوصول إلى الخصيتين. وهذا الأمر يمنحهما حالاً من الراحة، بعدما خُدعا "بالظنّ" أنّ هذه المعدّلات الضخمة من التستوسترون مصدرها الخصيتان. غير أنّ ذلك سينتج عنه لاحقًا انخفاض ملحوظ في إفراز التستوسترون الطبيعيّ (الداخليّ المنشأ) من الخصيتين، ويؤدّي في النهاية إلى وقف إنتاج النطف. ويسبّب الحقن بالتستوسترون لمدّة طويلة إلحاق الضرر بالخلايا المكوّنة للنطف، ما يؤدّي إلى ضمور الخصيتين، وفي النهاية إلى العقم.

الخصية، وهي العضو التناسليّ الأساسيّ لدى الرجل حسّاسة للحرارة، وقد ينتج عن التعرّض غير المقصود للحرارة نقص في نوعيّة النطف وكمّيتها. وهذا يفسّر سبب وجود الخصيتين في الصفن خارج الجسم، بعكس المبيضين لدى النساء، وذلك بهدف التخلّص من حرارة الجسم المرتفعة نسبيًّا. تتعدّد مصادر التعرّض الحرارة، مثلاً: الحرارة الناتجة عن الكومبيوتر المحمول حين يوضع فوق الفخذين، الاستعمال المتكرّر لحمّامات الصونا، ومغاطس المياه الساخنة وأحواض الجاكوزي المدفّأة، وارتداء السراويل والملابس الداخليّة الضيّقة، والعمل بقرب مصادر الحرارة كما في المصانع أو أمام الأفران.

يتعرض العاملون في الصناعات البتروكيماوية لخطر انخفاض فى وظائف الخصوبة الناجم عن البتروكيماويات ، والذي ينتج عن استنشاق الأدخنة السامة والذي قد يؤدي إلى تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية


parallax background

اعرف المزيد عن عوامل خطر الإصابة بالعقم عند الذكور من خلال طلب موعد مع د. حسين قنديل


Contact Us