تسبّب حالات عدّة عائقًا أمام قدرة الرجال على الإنجاب، منها البدانة في عمر الإنجاب. وفي العقد الأخير من السنين أصبحت البدانة وباء، حيث ارتفعت نسبة انتشارها ارتفاعًا هائلاً، وربّما باتت من أكبر مساوئ نمط الحياة المعاصرة. يمكننا أن نلقي باللوم في مشكلة البدانة على الاستهلاك المفرط للأطعمة المعالَجة (التي تحتوي نسبًا عالية من الدهون)، والسماح للنفس بممارسة نشاط جسديّ أقلّ، واعتماد نمط حياة يخلو من الحركة. وإلى جانب الأمراض المعروفة من الجميع والتي تُعتبر البدانة مسؤولة عنها، مثل السكّري، وارتفاع معدّلات الكولسترول، وارتفاع الضغط، وأمراض القلب، فلا يمكن إغفال الآثار المضرّة للبدانة على الإنجاب لدى الرجال. إذ يُسجَّل لدى البدينين معدّلات تستوسترون منخفضة على نحو ملحوظ، ربّما كانت ناتجة عن زيادة في نشاط أنزيم موجود عادة في الأنسجة الدهنيّة ويدعى أنزيم أروماتاز. وهذا الأنزيم يحوّل التستوسترون المتحرّك إلى إستروجين، وهو هورمون تناسليّ أنثويّ موجود عادة بكمّيات ضئيلة لدى الرجال، حيث يؤدّي وظائف مختلفة تمامًا عن وظائفه لدى النساء. ومع ذلك، تُسجَّل أحيانًا لدى الرجال البدينين معدّلات أعلى من الإستروجين. وللأسف، فإنّ ارتفاع الإستروجين وما يرافقه من انخفاض في هورمون التستوسترون يلعبان دورًا كبيرًا في إضعاف الحياة الجنسيّة والقضاء على الخصوبة لدى الرجال البدينين. وعلى صعيد مختلف، أظهرت دراسات عديدة أنّ للبدانة أثرًا مضرًّا على الخصية، حيث تسبّب عيوبًا كبرى في النطف، وتؤدّي بالتالي إلى إعاقة حقيقيّة للخصوبة.