لا يزال تحليل السائل المنويّ يعتبر فحصًا مقياسيًّا يُستخدم بصورة شائعة لاختبار الخصوبة لدى الرجال، كما لا يزال دوره محوريًّا في ما يتعلّق بعمليّتي إدارة العلاج والمتابعة. إنّ فحص النطف أمر في غاية الأهمية. وبالاستناد على المبادئ الدوليّة المعمول بها حاليًّا، على المريض الخضوع لفحصَي سائل منويّ على الأقلّ، ومن المفضّل أن يكون ذلك بفارق أسبوعين على الأقلّ. عند تحديد موعد لفحص السائل المنويّ، عليك الامتناع عن القذف لفترة لا تقلّ عن ثلاثة أيّام ولا تزيد عن خمسة، لأنّ فترات الامتناع الأقصر ينتج عنها تعداد أقلّ من الكميّات الموجودة فعليًّا، كما أنّ فترات الامتناع الطويلة قد تؤدي إلى تقديم سائل منويّ رديء النوعيّة. يتمّ الفحص عادة في مراكز متخصّصة ذات تجهيز جيّد وخصوصيّة كافية لإجراء هذا النوع من الفحص. حين تصبح مستعدًّا، ستستلم كوب تجميع معقّمًا، يُطلب إليك القذف فيه بعد الاستمناء. إحرص على جمع كلّ السائل المنويّ المقذوف، وتجنّب هدره. في العادة، قد تحتوي كلّ قطرة من السائل المنويّ على ملايين النطف. ومع أنّ ضياع قطرة واحدة قد يبدو أمرًا تافهًا، إلاّ أنّ تأثيرها على دقّة الفحص تبقى ذات مغزى. إذا لم تستطع إجراء الفحص بسبب الإحراج، عليك أن تناقش وطبيبك إمكانيّة القيام به في مكان مناسب لك، وآنذاك تستلم عدّة خاصّة للتجميع تسمح بإبقاء العيّنة حيّة حتّى الوصول إلى المختبر. يقيس الفحص البسيط للسائل المنويّ حجم السائل المقذوف، وعدد النطف في كل مللمتر من السائل المنويّ (الكثافة)، وعدد النطف ذات الحركيّة الطبيعيّة وغير الطبيعيّة، وشكلها، وأخيرًا عدد الخلايا غير الطبيعيّة، بحال وجودها، ككريّات الدم البيضاء التي تشير إلى وجود التهاب، أو خمج محتمل. إنّ قراءة وتفسير نتيجة فحص سائل منويّ يتطلّبان دراسة أكثر من عيّنة واحدة لأنّ النتائج قد تختلف. وفي بعض الحالات، حين يكون تعدد النطف منخفضًا جدًّا (كثافة دون 5 مليون/ملليتر)، قد يقترح عليك اختصاصيّ العقم تخزين النطف (تجميدها) خلال فترة تحليل السائل المنويّ. وللقيام بذلك عليك تقديم أكثر من عيّنة واحدة من السائل المنويّ في أوقات مختلفة لتخزين أعداد أكبر من النطف. بات تخزين النطف بواسطة التجميد أمرًا شائعًا لدى معظم المختبرات التي تختصّ بالطبّ التناسليّ، وبرغم تفضيل استخدام نطف حديثة، تشير بعض الدراسات إلى أنّ النطف المخزّنة (المجمّدة) تظلّ قادرة على إعطاء نتائج جيّدة بالمقارنة مع النطف الحديثة.
من المحتمل أن تكون التشوهات الهرمونية أسبابًا قابلة للانعكاس لضعف الخصوبة عند الذكور
يظل التقييم جانبًا مهمًا في إدارة الذكور الذين يتقدمون إلى عيادة الخصوبة.
عادة ما يكون هذا فحص دم مفضلًا بين الساعة 8-11 صباحًا ويتضمن الهرمونات
مكونات الغدة النخامية التي تتحكم في وظيفة الخصيتين (LF-FSH) و
نتاج الخصيتين الذي هو مجموع هرمون التستوستيرون.
يتم في بعض الأحيان طلب صورة صوتية للخصية وهي كناية عن فحص غير جراحيّ وغير مؤلم وغير مجهد جسديًا. الصورة الصوتية أداة مفيدة لتقييم الجهاز التناسلي للرجال بما في ذلك الخصيتان، البربخ، الحويصلة المنوية وغدة البروستات. ومع ذلك، يبقى الدوبلر بالموجات ما فوق الصوتية هو البديل الآخر المطلوب لتقييم الأوعية الدموية للخصية، بما في ذلك الشرايين، وهي المصدر الرئيسي لتوريد الدم، والأوردة التي تسبب دوالي الخصية. سوف يطلب طبيبك صورة صوتية عند الشك في تشوهات هيكلية للخصية، مثل الشعور بدرنة في الخصية، أو تورم الصفن، أو الاختلاف في الحجم بين خصية وأخرى، أو أي علامات توحي بوجود التهاب. في حال الاشتباه بوجود دوالي الخصية أو خلل في تغذية الدم، سوف يطلب الطبيب صورة دوبلر بالموجات فوق الصوتية (يشار إليها أيضا باسم "المسح الضوئي على الوجهين") للحصول على تقييم صحيح لتدفق الدم من الخصية وإليها.
الاختبار الجيني هو فحص دم يقيّم تركيبة الصبغيات وعددها. يمكن أن يعزى العقم لدى الرجال إلى الأمراض الوراثية، وهي اضطرابات ناجمة عن تشوهات في بنية أو عدد صبغيات معينة. الاختبارات الجينية متوفرة حاليًا في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أنها ربما تعتبر مرتفعة الثمن، فقد أصبحت ذائعة الصيت ويوصى بها في سياق تقييم العقم عند الرجال. إضافة إلى تشخيص الانحرافات الصبغية التي تسبب العقم، يوصى أيضًا بالاختبارات الجينية للتنبؤ بنجاح العلاج.